النيل الثالث
موسم الهجرة إلى الشمال - الطيب صالح
سفير القلم السوداني والأدب الأفروعربي.
عبقري الرواية العربية الذي تجلت عبقريته في أعمال عديدة أبرزها روايته التي ترجمت إلى أكثر من ٢٠ لغة "موسم الهجرة الى الشمال" هي رواية من أعظم روايات القرن العشرين إن لم تكن الأعظم على الإطلاق.
وبصفتي سودانية جداً اقتبس القول الشهير " السودانيين يحبون الطيب صالح، الطيب صالح هو الطقس السوداني"
يكفي ذكر اسمه لجعل كل حرف على كل قطعة ورق يرتعش لذكراه.
ولأن "الأدب ينبع من الفقد" كما يقول هو بذاته فقد كان فقد الطيب صالح لقريته بالولاية الشمالية وتحديداً في نوري "كرمكول" هو وقود إبداعه وشعلة تألقه.
بوصف بليغ المعنى وعميق الأثر يروي لنا الطيب صالح قصة مصطفى سعيد الذي يبدو فلاحاً في الوهلة الأولى فتكشف حقيقته أثر صدفة ثم تتضح فصول حكايته شيئاً فشيئا ويُطرح في كل مرة السؤال ذاته "هل كان من الممكن تلافي شيء مما حدث؟"
يقع القارئ في سحر كلمات الطيب صالح من اللحظة الأولى من مشهد العودة، المشهد الذي وصف فيه الطيب صالح على لسان الرواي قريته الصغيرة وأهلها ووصف كذلك أثر غيابه لسبعة أعوام ثم تأتي لحظة لقاء الرواي ببطل القصة مصطفى سعيد..
وتبدأ أحداث القصة بالتوسع لتشمل كل جوانب حياة مصطفى سعيد وكل أسراره، مع تداخل الشخصيات المشتركة بين حياة مصطفى سعيد وحياة الرواي ..
الرواية تصنف ضمن أدب ما بعد الاستعمار وتصوّر العلاقة بين الشرق والغرب والصراع بين العالمين بكل ما فيهما.
تحمل الرواية الكثير من المشاهد التي تصنف على أنها مشاهد جريئة نوعاً ما، وهي - كما رأيت- كانت جرأة لخدمة السياق الأدبي لا أكثر.
موسم الهجرة إلى الشمال رواية تعجز الكلمات عن وصفها جسد الطيب صالح فيها المجتمع السوداني بكل عيوبه ومميزاته، رواية تبقى في الذاكرة ولو مر على قراءتك لها ألف عام.
موسم الهجرة إلى الشمال الطريق الذي لا عودة منه
والضوء الذي ينبثق في نهاية النفق.
الطيب صالح النيل الثالث في بلاد النيلين، النخلة في كل حوش، والشريان الأعظم في كل قلب ينبض في جسد أسمر.
كل الحب لقلم الطيب صالح ولروحه الطيبة الطاهرة النقية.
تعليقات
إرسال تعليق