ويفوز باللذات كل مغامرٍ

 

ع غ تتفرس - غادة السمان 

الشجاعة الجريئة والمُغامرة
ولدّت لدي إيمان طفيف بالعبارة الشهيرة " ويفوز باللذات كل مغامرٍ"..
الدمشقية مثل الياسمين 
والبيروتية الجريئة مثل نساء نزار قباني 
تتفرس في جبران خليل جبران وترفض ما تسميه تمييع الفكرة أمام جمالية اللغة ..
تتفرس في ذلك الاهمال الذي تلقاه آثار جبران ولوحاته! 
وتتفرس في جبران الحقيقي الذي لا يعرفه أهل قريته.. 
في ضريحه الذي بني على خلاف أفكاره ومعتقداته! 
مأساة جبران هي أنه كان يتحدث بصوت مرتفع جهور لجمهور من الصم لا يجيد غير التصفيق! 
تتفرس في عادات العرب القاتلة للإنسان الميت ولإنسانية الحي  .. 
تتفرس في عبد الخوري ابن بشارة الخوري الأخطل الصغير وفي أبياته وهروبه من مقارنته بأبيه الذي دفع به لقتل شعره ولولا ذلك الخوف لعرفنا اليوم الأخطل والأخطل الصغير والخوري ابن الأخطل .. 
ع غادة تتفرس في ماوراء عين طه حسين في ماوراء صوته ، تتفرس في ميخائيل نعيمه الذي ركن نفسه للتراث وللأرفف المغبرة ..
عين غادة تتفرس في الموت البطيء لكن العرب ولكل المبدعين الذين ولدو صدفة في بلاد عربية..
ع غادة تتفرس في موت الإبداع وفي قتله وفي عشق العرب الغريب لصنع الأصنام وعبادتها! 
وعين غادة التي تقدس الادب والحقيقية تتفرس في ظاهرة شعر وأدب الامراء تفرساً حاداً يليق بهذه الظاهرة ..
وعين غادة الفضولية تذهب خلف فضولها بشجاعة الى ابعد الاماكن بعد رسالة تصل اليها من قاتل منتحر لتجد أنه لايصلح أن يكون قاتلاً ولا  يمكن أن يكون منتحراً ..
إنها غادة كالعادة ..
غادة والحقيقة.. 
الحقيقة وغادة.. 
لا يجد الحقيقة إلا من يبحث عنها بصدق كما تفعل غادة.. 
كما فعلت. 
غادة الشفافة اللماحة العادلة الجميلة 
ذكرتني قول غازي القصيبي
"إن ساءلوك فقولي لم أبع قلمي 
ولم أدني بسوق الزيف أفكاري" 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟