احتجاج صامت

 ‏احتجاج صامت..

قهوة في وضح النهار، باب الغرفة مُغلق بشدّة، الأشياء تتداعى، وهذا الصمتُ عالٍ كالذُبابة "كما يقول درويش".

أتقدم نحو المكتبة، آخذ الكتاب الذي لم تكن لديّ نية في قراءته لأسباب مجهولة، أقرأ وكأنني أتعلم القراءة للمرة الأولى، أبلل صفحات الكتاب بالدمع..

‏وأجهل سبب البكاء الحقيقيّ، لفرط تعدد الأسباب، هذا التعدد الذي يجعل كل سبب منها أخف من الآخر من جهة ما، وكل جهة تهتف ألا شيء يستحق..

الشِعر حولي، بين يديّ، وميزة الشِعر صلاحيته لكل حال ولكل وقت، مُطيع كالماء، أسكبه في كأس حُزني فيَسوّد، وفي كأس فَرَحي فيتورد.

.‏الشِعر مائي، ولا أدري كيف يقودني حديثي عن أي شيء إلى هُنا..

لا أحدَ يعُد الماء دواء، فالدواء محكوم بالمرض، والماء ضرورة ترافق كل حال، الشِعر ماء.. 

والماء في وصفه "لا طعم ولا لون ولا رائحة"

..‏لكننا نشعر بهذا كلّه في حضرة الماء، للماء طعم الإرتواء، لون انطفاء حرائق الروح، رائحة البحَر حين لا يتسع لما فينا غيره...

الماء شِعر، والشِعر ماء

والسيّاب يُنشد المطر..

ودرويش يهتف "ثِقوا بالماء يا سكان أغنيتي" 


وأنا أهذي..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟