تقرير الوحشة
لقصيدة محمد عبدالباري "تقرير الوحشة" في نفسي أثر عميق وغائر لأني أرى فيها تفاصيل حالة الوحشة تلك - لا أعادها الله - ومحاولات النسيان.. ثم الاستسلام
"كم وكم حاولت
من فقدي لها
من شجى فقدي لها
أن أحتمي"
في هذا البيت توصف المحاولة المستميتة للنجاة، للخروج بقاربِنا الهش من لجة الفقد، والاحتماء من أمواج الذكريات التي ترتطم بنا من كل جانب..
" بالعمى ثُرت
على أطيافها
وعلى أصداءها بالصمم"
نتعامى عن رؤية سيوف الحيتان اللامعة فوق الماء، عن تخيّل أيامنا بعد الفقد، ونتجاهل صوت الماء المتسرب من بين أخشاب القارب الهشّ، وبوادر انهياراتِنا..
"وتشاغلت لكي أُفلت
من دوراني
بعدها في السأمِ"
نُتم إبحارنا بغير وجهة أو هدف، البحر يحيط بنا من كل الجهات، وما من شيء حتميّ.. لا الغرق ولا النجاة..
"وعلى كُلّ فمي حرمتها
غير أني
خانني فيها فمي"
تنهار ايدينا فتكُف عن التجديف، وينخرق القارب، ومن فرط التعب نفقد حتى محاولتنا للنجاة..
تعليقات
إرسال تعليق