لفتة..
أظن إني ألتفت كثيرًا في هذه الحياة - التي مازلت على أعتابِها وفي أول أولها - وفي كل مرة تخيب نتائج هذه اللفتة أُعاهد نفسي أنها الأخيرة، وأن الحياة قد لا تتسع لخيبات أكثر، لكن الحياة ممتدة. تتقاصر على المسرّات وتطول بخيباتها وتمتد إلى مالا نهاية، ولعل هذا هو الكَبدّ الذي خلقنا فيه، والذي سنموت ونحن نحاول الخروج منه، الشقاء الذي لن نألفه، ولن نتوانى عن محاولات دفعه والحدّ منه، وقد يمر بنا في أوجهه الكثيرة في ليلة عيد كهذه
شوقٌ ووجعٌ وخيبةٌ ثقيلة، كلما ظننا أنها مَرّت على اكتافنا ومددنا أيدينا لننفضها وجدناها وقد أكلت من لحم أكتافنا وباتت جزءًا أصيلًا مِنّا. استقرت في لحمنّا الهشّ، وبنتّ منازلها، ومن شبّاكها المفتوح تنادي علينّا في ليالي العيد..
تنادينا ألا ننسى..
ولا نغتّر بأفراحنا..
وألا نسعد أكثر من اللازم، لأن كل فرج توهمناه يحمل في طيّاته وجع خفيّ، مزعج، لا يمكننا وصفه ليداويه الأطباء ولا يمكننا حمله دون أن نئِن متألمين.
يقول تميم البرغوثي
"أَنَا عَالِمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتي
رفيقي فما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ..
وإنَّ لَهُ كَفَّاً إذا ما أَرَاحَها
عَلَى جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُهْ.."
وهذه كفّه على كتفي في هذه الليلة المباركة، سأُكابِدُها حتى أقوم ..
تعليقات
إرسال تعليق