رِباط..

أظن وأزعم أن أوثق ما يربطنا بمن حولنا هو الكلام، ولا شيء غيره!

واستوحش فكرة ارتباطي بأي انسان لا أستطيع الحديث معه، ولا يكون بيننا ما يمكن أن نتحدث عنه، لا أتخيل مكانًا يجمع بيني وبين أي شخص كان دون أن أرى كلمات وأحاديث تطفو هائمة في الهواء، نلتقطها وننسج خيوطها، فتنسج هذه الكلمات الطافيّة علاقتنا ببعضنا البعض..


العلاقة الكلامية التي تبدأ برغبتنا في الحديث، التي قد تخفت أو تذوي إن لم تجد مقابلًا لها، تَليها مرحليًا حاجتنا للحديث، الحاجة المُلحّة التي لا يسدها إلا الكلام برفقة شخص معيّن، والاعتراف بهذه الحاجة يتواترُ بين ظِليّن - الظل الأول هو الخوف من البوح والإثقال على المستمع، والظِل الآخر هو التماهي في ذات المحبوب أو الصاحب المُقرب حتى يزول خوف الإثقال.. 


و لأنني لم أُغادِر ظلي الأول إلا نادرًا كنت أشعر دائمًا بحاجتي للكتابة، للكلام الذي لا يثقل على أحد ولا يستوجب نوعًا معينًا من الرد والاستجابة من أي شخص.. 

ولا تَسُد الكتابة هذه الحاجة إلا بوجود قارئ تدفعه لهذه المهمة الشاقّة - محاولة فهمي - المحبّة. 

لأني لا أظن أن هنالك دافعٌ لقراءتي - قراءة من أُحسه وليس ما أكتبه فقط - إلا المحبّة..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟