أيا هائمًا..



 ربما ولأني أصبحتُ أهاب الكتابة، وأخاف أن أكتب الردى.. 

ولا أكتب حتى في نطاقي الضيّق بالعفوية التي اعتدتها حول كل ما التقطته عينيّ ورأت فيه جمالا يستحق التوثيق ..


أقف اليوم وبيني وبين كتابة هذه التغريدة هيبة الجمال وخوف الرداءة.. 

وأغنية تحمل ذكرى مضنيّة


"أيا هائمًا في الهوى يشكو مواجعه

القلبُ سكناك والأعطافُ مرعاك" 


تَمُد المحبوبة يدها أولًا، متناسية كل الأثقال التي قد تحُطّ على كَتِفيها وعلى قلبها جراء هذه الخطوة الثقيلة، تناجي المحبوب وتعِدّه،لا تُشاغِله ولا تغازله، ولا تحاول أن تقنعه باستحقاقها للمحبّة، بل تحاول إخباره بحاجته لهذه المحبة، وهذا الإعتراف..

لا تُهدد ولا تتوعد، إنها تطلب الُود، وتبسِط كلامها من أوله على بساط المحبة،تنادي الهائم الذي يشكو الوجع لقلبها لمداواته، لنَفض غبار الخوف عن قلبه، وتستدل على هيامه بأفعاله.. 

 لتعود بخَفَرٍ إلى ظِلّها الأنثوي بعد أن أَتمتّ ما ارادت قوله.


تستجدي محبوبها 


"هذه يدي في الهوى مُدّت بلا حذرٍ

فامدّد يدًا في رياض الحُب ألقاك َ"


هذه الأغنية الحكاية أو الحكاية الأغنية تُعلِّق قلبي بخيطٍ من حرير تَشدّه وترخيه، تشُدّه في دعوة الحُب الصريحة لرجلٍ لا يُصّرِح، يخاف الحُب والاعتراف به،فتحزن وتناجيّه، وترخي حبل قلبي المُعلق حين تسأل الحبيب أن يلقي بخوفه لتلبسه ثوب الطمأنينة والمحبة الذي اعتاده من مسامرتها وتسألهُ أن يُشفق عليها من الشوق ..

" تأتي إلينا بلا خوفٍ تسامرنا

أغفو وأصحو يناجيني مُحيّاك"

وتشُدّه مَرةً أُخرى حين تطلبُ الوصل، وتَعدُ المحبوب بالحفاظ على حُبه ورعايته برمش العين.. 

"الوصلُ يُحييّ غرامًا جف منبته

جُدّ لي بوصلٍ برمش العين أرعاك"

وتُجدد عهدها وتُعيد قولها الأول

 "هذه يدي في الهوى مُدّت بلا حذرٍ

فامدّد يدًا في رياض الحُب ألقاك"


وتَعِدُ المحبوب بمنحه مقابل محبته؛ محبةً أعظم، ومقابل غطائه ارضًا وسماء، وتُعَلّقُ كل هذه الوعود بمشيئته، وبتلبيته لدعوتها - الكريمة والسخيّة جدًا - 

"كُن لي غطاءً بليل العشق يُدفئني

أكون أرضك - إن شئتَ- وسماك


كُن لي حبيبًا وصُنّ قلبي بلا وَجلٍ

أعطيك روحي ونبض القلب يفداك"

..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟