أشياء كنت ساكتة عنها

 


عن سيرة آذر نفيسي

"أن تقرأ لوليتا في طهران"

"أشياء كنت ساكتة عنها"


‏أنهيت اليوم الجزء الثاني من سيرة الكاتبة والناقدة الإيرانية آذر نفيسي، والتي أزعم أنها تدور في مسرح شبيه ولو بدرجة ضيئلة من المسرح الذي عشت فيه، ومن الفترات التي عايشتُها، ‏خصوصًا عندما يصل الحديث للثورات الإسلامية وتجربة الإسلام السياسي من ناحية إنسانية - متحيزة - ولا أظن أن هذا عيب أو نقص لأن ما ترويه آذر هو حكايتها وهي تخصها بكل تحيزاتها ونتائجها..

وإن كانت هذه التجربة في إيران مختلفة جدًا عن التجارب الأخرى في الدول العربية مع الإسلام السياسي،‏في زمنها وسياقها وحتى نتائجها.


لكن ما أود أن أقوله أن وجه الشبه بين كل أنظمة الحكم الشمولية خاصة تلك الأنظمة التي تحكم وتحاكم باسم الدين والشريعة تخلق نوعًا من النفاق الإجتماعي الذي لا يمكن مكافحته أو مجابهته فيما بعد..

‏سلسلة طويلة لانهائية من القمع والإذلال المتبادل، تكون أعظم حلقاتها وأولها عند رأس النظام، ونكون نحن - للأسف الشديد - في ذيلها المجرور على الأرض نمارس ظلمًا قد يبدو لنا - أقل ضراوة مما عانيناه - على من هم أدنى سلطة مِنّا وتستمر هذه السلسلة اللعينة إلى الأبد حتى بعد زوال رؤوسها..


‏الكتاب الأخير "أشياء كنت ساكتة عنها" هو دليل لفهم آذي بشكل خاص، عن طريق قراءة رحلة والديها المضطربة، وحياتها متشابكة الغصون، وحكاياتها الشخصية عبر تتبع سيرتها الذاتية وسيرة والديها من جوانب عدة، وبقدرة استثنائية على السرد والبوح والتحليل.


‏بينما كان الكتاب الأول "أن تقرأ لوليتا في طهران" هو دليل لفهم رحلة آذار نفيسي "المرأة" والباحثة التي عاصرت حكمًا شموليًا ظالمًا قاومته بإنشاء صف لدراسة ومناقشة الأعمال الأدبية الكلاسيكية مع نساء مختلفات ظاهريًا، تتشابه أوجاعهن التي تسببت بها السياسة بشكل أو بآخر..


‏يقودنا كِلا للعملين لإدراك عمق تأثير السياسة على النَفس وعلى حياة الفرد، ليست الظاهرية والمادية فقط، بل الحياة الروحيّة الداخلية التي لا يملك أيًا مِنا سُلطانًا عليها، كيف تشوهُ أرواحنا الأنظمة الشمولية وكيف تنزع من بين يدينا أبسط ما نملك، والذي قد لا نتمكن من استعادته..


#آذر_نفيسي

#أن_تقرأ_لوليتا_في_طهران

#أشياء_كنت_ساكتة_عنها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟