امتنان لكُتاب الظِل

 ‏أحب المترجمين وأقدس دورهم تقديسًا شديدًا؛ لأني أرى الترجمة عملية مضنية وشاقة وشديدة الصعوبة  - خصوصاً الترجمة الأدبية - لأنك كمترجم تحاول بقدر الإمكان تحييّد قراءتك الخاصة للنص وحكايتك معه - والتي تنتج في العادة نصًا موازيًا - ‏لتقدم للقارئ النص المشابه بدرجة كبيرة للنص الأصلي في أفكاره ومدلولاته ومشاعره..


وسبب آخر يشعرني بصعوبة هذه المهمة؛

أنها من مهام الظلّ؛ التي قد لا ينال صاحبها مجدًا ولا رفعة، الإسم المدرج على حافة الغلاف بخط صغير، يسبقه ويعلوه اسم المؤلف الذي ‏كان دوره سهلاً لأنه يروي حكايته التي أراد، بينما يحاول جندينا المترجم أن يعيد لنا رواية حكاية لا يملكها، لا يملك ما تأثر به صاحبها عند الكتابة، ولا من تناثر من ذاته على طرف الأوراق ولم يكتب، لا يملك إلا هذا المولود الخارج لتوّه من بطن أمه، ‏يقصُ المترجم حبلّه السري وُيهدأُ من صوت بكاءه ليقدمه لنا طفلًا وديعًا نستأنس به .. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟