حكاية محمود درويش في أرض الكلام

.حكاية محمود درويش في أرض الكلام 

يشق صوت وردي سكون الليل مُغنيًا
"دي الإرادة أجبرتني في هواكم"

وأقرأ كعادتي في معظم الأعياد كتابًا عن محمود درويش، وأظن أني وقفت اليوم على الإكتشاف الأعظم والأعذب..

سيرة ذاتية جميلة ومُفصلة ومُرتبة ترتيبًا زمنيًا بديعًا، تروي حكاية محمود درويش في أرض الكلام من البدايات وحتى الوفاة.

لا يخفى عن كل من يعرفني تعلقي وولعي الشديد بشعر وشخص محمود درويش، وارتباطه الوثيق بكل سنوات حياتي منذ المراهقة وحتى هذه اللحظة، ارتباط جعلني أصف نفسي وأُعرفها بقولي "أُحب الشِعر والحكايات ومحمود درويش" 

 لكني أزعم وأظن أن الحرب في السودان أورثتني فهمًا أعمق لشخص وشعر درويش وهذا ما رأيته واضحًا جليًا في قراءتي لصفحات هذا الكتاب..

آمنت هذه المرة أن اتصالنا المُباشر بالمآسي يُعمّق شعورنا وفهمنا لما تنتجه هذه المآسي من شعر وحكايات..

وصوت الشعر الفلسطيني في ذاكرتي وعيني هو صوت درويش.

..

كل الكتب التي قرأتها حول سيرة محمود درويش لم تكفني، وكانت بالنسبة لي لا تتعدى كونها لقطات مُجتزأة من فيلم روائي طويل؛ تختزل درويش الشاعر والفنان والإنسان في قالب واحد..
وفي العموم كل ما أطلعت عليه من سيّر ولقاءات مكتوبة عن محمود كانت تروي فترات معينة من حياته، وتهدف لتكوين صورة معينة، لا أقول أنها صورة مكذوبة؛ ولكن أقول أنها جزء صغير من كُلّ.

في هذا الكتاب يروي عماد الطراونة قصة محمود درويش من المهد إلى اللحد، بداياته في الشعر ومراحله الشعرية وتنقلاته حول العواصم العربية وغير العربية؛ ويروي أيضًا التجربة السياسية لمحمود وهي الجزء الأكثر التباسًا في سيرته الذاتية، مُستعينًا بقصائد درويش ونصوصه النثرية في إثبات وربط الأحداث والأفكار..
فدرويش وإن كان لم يكتب سيرته الذاتية بشكل صريح فإن بوسع قارئه تتبعها في رصيد أعماله الشعرية والنثرية، خُصوصًا إذا قُرأت أعماله قراءة أفقية بحسب تاريخ صدور كل عمل منها؛ كما تكشف لقاءاته الصحفية والتلفزيونية الكثير عن سيرته ومراحل حياته.

لم أُكمل قراءة الكتاب بعد، وأتمنى أن أكتب قراءة وافية على هامشه. 

أكتفي الآن بالإشارة إليه كعمل مهم، وجهد عظيم، بوسع القارئ أن يستدل به لمعرفة وقراءة وفهم أعمال ومواقف محمود درويش في سياقها الزمني والظرفي الصحيح.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟