شبابيك- السكن الجامعي

 ‏كارتحال الطير من عُش لآخر، أرتحلُ من الغرفة هذه لتلك، تنبهتُ اليوم أنني أرتحل بين أزمنة مختلفة، بين وعود قديمة وحديثة، أغنيات مصطفى سيدأحمد الحديثة نوعًا ما في ذاكرتي لأني لم أبدأ الإستماع إليها إلا قبل ٤ أو ٥ أعوام..

‏وأغنيات حسين الجسمي التي رافقتني طوال سنواتي الأخيرة في المرحلة الابتدائية وسنين المرحلة المتوسطة. وكانت تلك الفترة هي الفترة التي نَفذ فيها زادي من الأغنيات السودانية، وانحسر فيها مَدّ النيل عن دمي واوردتي فجفت..

‏حملت بعدها دماءً من أجساد مختلفة، أغنيات مختلفة وغريبة عَني، أورثتني بُكاءات غريبة أيضًا!

على أغنيات نُورها لم يصلني بكامل تمامه، نفذ شيءٌ منها ومن نورها إليّ فأعياني وأبكاني وأرقني، وشيء آخر منها فساندني وقوّاني..


‏وأذكر أني لم أغتبط مرة بقدر ما أغتبطت حين استمعت مُصادفةً لأغنية كنت أستمع ليها بكثرة في طفولتي، وذَكرتُها فوصفت هيأة مُغنيها واسم شاعرها وحتى شكل الاستديو الذي سُجلت فيه. ‏أشفقت على نفسي حينها رغم سعادتي، أشفقت عليها لأنها احتاجت أن تسرد كل هذه التفاصيل لتبرهن أنها لم تنسى، بينما كان يكفيها أن تُغني فقط!  

كما فعل الجميع

كان عليّ أن أُغني كمن اعتاد أن يستمع مصادفة لأغنية يعرفها ويألفها..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟