١ نوفمبر - أوراق الزيتون

في استراحة محارب ليليّة..
الثالثة فجرًا
الثاني من نوفمبر


"عبثًا أُخدر جرحي المكشوف" بالأغنيات والقصائد؛ أستمع لأحمد المصطفى..

وأعيد قراءة أعمال درويش الكاملة، ليعود لي ذاك الألق والبريق والأنس الخياليّ الذي لا يوصف..

في أولى الصفحات وفي الديوان الثاني - الأول إن لم نُعُد عصافير بلا أجنحة - 
في أوراق الزيتون يقول لنا درويش:

"يا قارئي
لا ترجُ مني الهمس!
لا ترجُ الطَرَب

هذا عذابي
ضربةٌ في الرمل طائشةٌ
ؤأُخرى في السُحُب!

حسبي بأني غاضبٌ
والنارُ أولُها غضب!"

وهاهي النار تأكل عدوّك اليوم يا درويش، ومازال شِعرك يُتلى، نبتت حبوب السنبلة ومُلئ الوادي بالسنابل. 


مرتّ خمسة أعوام ربما من ذكرى لقائي الأول بِك يا سيد الهوى؛ من خمسة أعوام وحتى اليوم مازالتُ ضائعة، ومازلتُ أقاوم، غادر الجميع وبقيت أنت؛ شيخي ومؤنسي الذي أعود لبابه كلما تاهت الخُطى وتشابكت الدروب..

أتذكر لقاءنا الأول؟ 
حين همست لي أن شُباكًا في الوطن ينتظرني... 
صدق وعدك يا شيخي؛ وجدت شُباكي وبقيت أُطل منه على داري، غير أني بقيتُ عاجزة عن دخولها، عن فهمها، عاجزة حتى عن فهم نفسي في سياقها. 

يُغني أحمد المصطفى
"في السودان هميّ وعزايّا"

آه يا هوى وأه يا دار الهوى يا ضلعي المكسور الذي يجرح ما حولّه ويوجعني منه وعليه..
 
قلبي عليك يا داري من غوائل الدروب.
قلبي عليك.. 

إن شُباككِ اليتيم أعزّ علي من أبواب مفتوحة على مصرعيها؛ أبواب مفتوحة لكنها توصدني - كما يصفها عبدالباري -

نوفمبر المنذور لإعادة قراءة أعمال درويش والكتابة عني في ضوءها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟