عازة عزّ وصالك..

عازة.. عز وصالِك

على الضفة الأخرى تنتظرني، يدها ممدودة نحوي، وجهها
غائم الملامح، تسربلها هالة ضيّ رماديّة، دخان خانق
يحيط بالأنفاس..

أضع قدمي في النهر وأغمض عيني، أعصر كفي وأغرس
أظافري في باطنها ليشتتني الوجع، والنهر يسحبني
للقاع، وأنا أشُد خُطاي، ابتسامتها الغائمة على وجهها،
يدها الممدودة، وأنا والخوف والنهر، أهدهد خوفي
بالأغنيات، أنظر للون الماء الذي تحول لأحمر قانٍ؛
أقدامي مُجرحة بالحجارة، يسيل الدم من عيني بدلًا من
الدمع، وهي ما زالت هُناك، عينها غائمة ويدها ممدودة،
وأنا أحاول الوصول، أجاهد للوصول، اقتربت من ضفتها
فابتعدت اليّد، كبلوها بالسلاسل، وقادوها وهي تصرخ
وتهدر، كسرو أقدامها، وجزّو شعر رأسها ونثروه في النهر،
وأنا واقفة على بعد خطوة من الضفة، في الدرجة الأخيرة
من سُلم الوصل، قبل التمام، واقفة، شعرها الأسود
الأجعد يموج تحت قدميّ، صوتها يدمي قلبي، النهر
يسحب أقدامي للأسفل، اصبحت استشعر طعم الدم
والماء في فمي، غرقت، وهي تناديني وتناجيني، وأنا
خرساء الصوت، يأكلني قلق التأخر، ينهشني وجع
الغياب، أغرق وأغرق..

عازة ماسليت وطن الجمال
ولا ابتغيت بديل غير الكمال
وقلبي لسواك ما شفته مال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن أدب النساء وليلى أبوالعلا

قلق التأخُر

كيف أنساكِ؟