قراءة أخرى للحزن

. قراءة أخرى للحُزن قراءة أحاول إنجازها دون مدح أو تغني، دون أن أمسك كف الشِعر الممدودة دائمًا؛ ودن أن أرى الحُزن رجلًا نبيلًا شجيًا؛ أو حتى سيدة ترتدي ثيابًا حالكة الظُلمة، قراءة أحاول فيها إيجاد الصورة الأبهى لحُزني، حُزني المُغترب عن كل حزن مُعرّف، أبيض ناصع مثل صفحات مُربكة تنتظر مني حروفًا وكلمات، شريدٌ مبلل الثياب واقف على أبواب الأحبة يقطر دمًا ودمعا وانتظارا، رفيقي الذي يضع يده الثقيلة على كتفي حتى يميله، وهمّي الذي أراه في الحُلم والصحو، وجهتي التي أخطو إليها بغير وجل أو خوف، بلادي التي أهاب بُعدها، وليلي الذي أُسيجه بالشعر الأغنيات، حكاياتي المحبوسة في النهايات التعيسة، أغنياتي التي لطالما أوجعت مُغنيها وأكلت روح شاعرها.. حُزني وجهٌ من وجوهي، لا يسعني تجاهله أو اجتنابه، ولعله يعاتبني ويثقل عليّ حين أحاول تأطيره، حين أحاول تخديره بالشعر والحكايات، وحين أهرب من حقيقته فأورده المجازات.. ليلة واحدة من سبع ليالٍ يسكنها وجه حُزني، يساومني فيها على غيبته في الليالي الباقيّة، يمسح الغبش عن عيني، يغسل بصيرتي، ويهمس لي بالحقائق التي تجاهلتها في لياليّ السِت السابقة، يروي عن الذين أحببت...